نشرة وصلة
كيف أنقذ البودكاست الإذاعة التقليدية من الانقراض!

الناس يحبون القصص والحوارات مهما أنكروا ذلك، لذلك كان من المُدهش أن يبث الناس حواراتهم وقصصهم العادية والمثيرة للفضول للعامة عبر منصات البودكاست، رغم أن البودكاست انطلق كتغذية راجعة مسجلة للمدونات ثم تحول إلى برامج حوارية وفردية تقدم القصص والمعلومات وأخرى بهدف الصحافة الاستقصائية في شتى المجالات!

ما المميز حقًا في بودكاست اليوم؟

أصبح الناس اليوم جزءًا من كثير من القصص والأحداث بفضل الأساليب التي يتبعها مقدمي البودكاست لاشراك المستمعين والتفكير بصوت مسموع مع الضيوف، كأن يطرح  المُحاور أكثر التساؤلات سذاجة بذكاء لدفع الضيوف للتصريح بمعلومات هامشية لم تكُن منتظرة حقًا إلا أنها حققت انتشارًا واسعًا يعني وعدم التكلف في استخدام المصطلحات ليكون المحاور قريبًا من أكثر المستمعين عادية. ضمن محادثة عرضية في بودكاست أمريكي باسم PBD سخر ضيفين من أحد المتحدثين بسبب فكرة المعيشة في المملكة العربية السعودية وكيف يمكن أن تكون ذات قيود كبيرة لكنها مع ذلك فضحت جهلهم وتأثرهم بالبروباغاندا والصورة الذهنية عن المنطقة، يمكن للمحادثات العادية في البودكاست أن تغير من اتجاهات الأفراد ومعتقداتهم الدفينة.

سُلطة الصوت والصحافة الاستقصائية!

ساهم البودكاست الأمريكي “سيريال” الذي قدمته سارة كونيغ في إعادة التحقيق في قضايا وجرائم حدثت وحُكم فيها بالفعل. حيث اتبعت خطًا سرديّا طبيعيّا دون التقيد بجدول زمني، وكان طول الحلقة يتغيّر حسب الضرورة. نال سيريال في ذلك الحين نجاحًا كبيرًا إذ سجّل خمسة ملايين تحميلاً خلال الشهر الأول. ثمّ تبعه عدد لا يُحصى من البودكاست حول ملفات إجراميّة!

ثمانية هي فيسبوك القادمة

اليوم يسهم البودكاست السعودي الأكثر انتشارًا في العالم العربي “ثمانية” في كتابة عهد جديد لتدفق المحتوى من الشرق إلى الغرب ليغير السردية العربية، أبرزت ثمانية هوية الإنسان الخليجي على وجه الخصوص، وتحدثت عن قصص جديدة، وقضايا لم تكُن يومًا على محمل الجِدية كالثقافة الاسلامية، والبحث الفقهي، وتطور الدين إذا أردنا أمثلة على درجة عالية من الحساسية، وإن أردنا تلك التي تفاجئ الجميع بالسهل الممتنع فلا تخلو حلقة من حلقات فنجان من التصريح بالكثير من الحقائق والوقائع بصوت عالٍ ومهما كانت الحقائق عادية، إلا أنها غيرت دفة التفكير والمشاركة ووضع القضايا التي طال الصمت عنها على الطاولة، وهُنا جاءت شجاعة إيجاد المنصة التي تحتضن كل صناع المحتوى العرب.

نمط حياة جديد بصُحبة البودكاست

نستمع اليوم للبودكاست في كل مكان، أثناء المشي، قيادة السيارة، ترتيب المكان، وحتى أثناء العمل. كانت الإذاعة وسيلةً للإخبار والتسلية والإعلان والمعرفة مصنوعة من قِبل إذاعات معروفة لديها إتجاهات محددة، جدول برامجي محدد، وأوقات محدودة لجذب استماع المشتركين والمستمعين في القرى والشوارع، ينتهي البرنامج فينتهي الاستماع، اليوم هناك آلاف الخيارات وعلاوةً على ذلك تصبح بعض البودكاست متخصصة إلى حد أنها مصدر معرفة غني جدًا، يستمع الكثيرين اليوم للبودكاست بينما يقومون بأعمال أخرى لا تطلب التفكير. كما يستبدل البعض القراءة بالبودكاست للشعور بأنهم قاموا بالحصول على جرعة معرفة مهدئة وبديلة وإن كانت مؤقتة.

ما هو برنامجكم المفضل في البودكاست؟ أين ومتى تستمعون لبودكاستكم المفضل؟ شاركونا أفكاركم، خلونا نشاركها في حساب وصلة على الإنستغرام.

قصص أخرى