نشرة وصلة
!ماذا لو أدنّا الإدانة؟ ستُكركر ضاحكة

لنتخيل معًا حياتنا اليومية الحُلوة، تنتهي في ممرات مستشفى، خلال ساعات من الهلع، وأصوات تهجم على عقلك بجنون تختلط بصوت القنابل والصراخ والاستجداء بالله وحده، مع رائحة الدخان الفسفوري، ينبطح بالقرب منك العشرات من البشر، وتدخل أمام عينيك جثة تلو أخرى، بينما يضيء المسعفون مسارات الممرات بأنوار الهاتف، مع ذلك أنت طفل لم يخطر في عقله أن هذه هي الحياة، إنها ليست حياة قطعًا، إنها مقاومة!مع ذلك هناك طفل فلسطيني يُدعى “عبود” يقول ساخرًا:” ما يقهرني إلا اللي يقول ماحد معنا، نحنا معنا الله، سُلالات وحارات انمحت من على الخريطة، وهذا يزيدنا عزة وكرامة وشرف”، نريد اليوم أن نسحب السبورة العالمية، ونشرح معنى الكرامة، الشرف، والعزة، لأنها لم تعد موجودة لدى الكثيرين، فقد سقطت الأقنعة.

الهالة العالمية لقوة الكيان الصهيوني العسكرية تنهار أمام قوة الإعلام العسكري للمقاومة، الذي يصور بجرأة كيف يخرج للمُسيّرات العسكرية من الجانبين ومن داخل الأرض، ويثبت أن عسكر الكيان مجهز ليقوم بأعمال “بوليسية” فحسب، وينشر خطابات بعِزة تستنكر كذب العدو، وتظهر كم أنه لم يعُد يهتم إن كان هناك أسرى إسرائيليين، كل هذا لإثبات مدى وحشيته الفجة في القتل والتدمير. وبينما يسطع نجم العرب والإسلام بفضل غزة وأهلها الأشداء يتأثر كل إنسان وُجد على هذه البسيطة بهذا الثبات.إن كان لأهل فلسطين رسالة فقد وصلت، يقول الله تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ 1 وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا 2 فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا 3). تغيرت الصورة الذهنية بين ليلة وضحاها، يجري اليوم البحث عن حقيقة الإسلام والمسلمين على محركات البحث، ويعلن الكثير من الأفراد إسلامهم بفخر عبر تيك توك ويوتيوب، فما الذي يجعلك تتهاون؟

نريد أن نكون جزءًا من هذا النصر

لم تعُد المقاطعة العادية كافية رغم أنها تجعل ماكرون الماكر يعدل في تصريحاته، لأن لا أحد يوقف الجبابرة من تجبرهم سوى المال.  فالإدانة أتفه ما يتم قوله هذه الأيام في المجالس الدولية والأممية اليوم، لماذا؟ لا أحد يضعهم في محاكمات دولية، لا أحد يعدد جرائمهم أو يكبل أياديهم مثل ما يُكبل المجرمين ويساقون لمنصات الإعدام، وكأن حلول الأرض الفيزيائية والكيميائية انتهت، لذلك هل من الممكن أن نقدم ما هو أكثر من ذلك؟ نعم، نحن نعطي القيمة للأشياء ونحن نستعيدها، المقاطعة الغربية وصلت لسحب الأموال من البنوك المرتبطة بمستثمرين يدعمون المجزرة، والتظاهرات وصلت للتشبث بسُفن تنقل الأسلحة، فما الذي ينقصك عن فعل شيء؟ هذه النشرة، تذكير لكل قارئ أن يستمر في المقاومة، يستمر في الجهاد اليومي، غدًا نُعيد إعمار غزة والضفة الغربية، والقدس، غدًا نتذوق الزيتون والزعتر الفلسطيني، غدًا نصلي في القدس.

قصص أخرى